ـ(544)ـ المادية المنحرفة واننا عندما ندرس حالة المجتمعات الغربية التي أطلقت الحريات سواء كان في جانبها الاقتصادي أو الجنسي، فان مجتمعاتها لا زالت تعيش مشاكل مادية ونفسية جسيمة، والتي تثير حولها المشاكل الاجتماعية الفكرية نتيجة لهذه الانحلالية والإباحية المطلقة والتي تستدعي إلى الصيانة وتنظيم العلاقات على ضوء الأسس الصحيحة والسليمة لضمان حياة مجتمع أفضل. 3 ـ المساواة والعدالة: عانت البشرية منذ فجر تاريخها الطويل الكثير من ألوان الظلم والطغيان نتيجة لممارسات الحكام الظلمة عبر هذا التاريخ، لهذا كانت البشرية بحاجة ماسة إلى العدل والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد، وهذا ما يتطلب وجود حاكم عادل لقيادة البشرية نحو شاطئ الأمان. ومن أهم الشروط لتولي منصب القيادة العامة للمسلمين أن يكون الحاكم عادل في تطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية، وخلق جوّ المساواة بين أفراده.. قال القلقشندي الشافعي من ضمن ما ذكر من شروط في صفاة الحاكم: "العاشر العدالة: فلا تنعقد إمامة الفاسق، وهو التابع لشهوته، المؤثر لهواه من ارتكاب المحظورات والأقدام على المسكرات، لأن المراد من الإمام مراعاة النظر للمسلمين، والفاسق لم ينظر لنفسه في أمر دينه، فكيف ينظر في مصلحة غيره !"(81). وقال عبد القادر البغدادي "والثاني ـ العدالة والورع وأقل ما يجب لـه من هذه الخصلة أن يكون ممن يجوز قبول شهادته تحملاً وأداءاً" و"كما يستفاد من روايات اشتراط العدالة فيما إمامة الجماعة فلئن كانت العدالة شرطاً في الإمامة لصلاة الجماعة فما ظنك بإمامة الأُمة في حلها وترحالها والتصرف في مقدّراتها، وتؤيد هذا الشرط رواية سدير"(82)(83). والرواية مروية عن أبي جعفر عليه السلام إذ قال: "قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: لا تصلح الإمامة إلا