ـ(543)ـ القيادة الإسلامية، المتجسدة بشخص الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم، أو الإمام علي عليه السلام لتنظيم الحياة الاقتصادية في المجتمع على أساس المتابعة الميدانية اليومية لوضع حداً للتلاعب بالشؤون الاقتصادية العامة التي تحرك اقتصاد المسلمين آنذاك، وهذا ما يمكن فهمه من خلال بعض اللقطات الفكرية للقرآن الكريم كما في حركة نبي الله شعيب عليه السلام قال تعالى: ?وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ?(78). وقولـه تعالى: ?... فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ...?(79). فقد كان أصحاب الأموال والتجار يستغلون المستضعفين، ويتعدون على حقوقهم من خلال التطفيف كحالة لها ترويج لا يستند إلى أي قاعدة ومنطلق صحيح لهذا أراد شعيب أن يكون ويحقق معنى العدالة الاجتماعية في الجانب الاقتصادي الذي هو عصب حياة الناس والذي تستوفي منه الدقة في المتابعة والصيانة الذي يتحرك من خلالها القائد الرسالي لتثبيت أواصر الاخوة وتحقيق العدالة.. أو اننا عندما نقف عند حركة نبي الله لوط عليه السلام ودوره الكبير لقطع مادة الفساد الاجتماعي الذي كان يمارسه قومه دون رادع إذ قال لهم:?... أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ $ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ?(80). فالإسراف والتعدي الخطير لهذا المرض الاجتماعي يتطلب من القيادة العقائدية الموقف الرسالي الحازم لفرض صيانة عقائد الناس وتنظيم حياتهم الأخلاقية والاجتماعية، لأنها قد تتعرض في بعض الظروف لحالات الانهيار بعدما تداخلت فيها بعض الثقافات