ـ(539)ـ الكبير. وقد جاءت الخطابات القرآنية مرّة بصفة عامة، تخاطب الجماعة الإسلامية المؤمنة. كما في قولـه تعالى: ?وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا?(61). وأخرى خصصت النصوص القرآنية خطابها بتوجيهه مباشرةً إلى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم قال تعالى: ?وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ?(62). وهناك نصوص قرآنية أخرى تناولت مفهوم التواضع بشكل واضح وصريح داعية الجماعة الإسلامية الواعية إلى التحلي بهذا المفهوم قال تعالى: ?وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً?(63). وفي وصية لقمان الحكيم لابنه: ?وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ $ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير?(64). وقد حذر أمير المؤمنين علي عليه السلام أحد ولاته من الإعجاب بالنفس، وحب الإطراء والتمرد الخلقي قائلاً: "وإياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الإطراء، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين. وإياك والمّن على رعيتك بإحسانك، أو التزيد فيما كان من فعلك"(65). والوالي يعتبر في موضع القائد والممثل الشرعي للخلافة الإسلامية، فلابد أن تتوفر فيه خصال التواضع وخفض الجناح ليشكل هذا المفهوم بُعداً أخلاقياً تأثيراً على نفوس الناس فتلتزم الطاعة والانقياد للوالي أو الخليفة. لذا ركز أمير المؤمنين على هذا البُعد