ـ(533)ـ جسور العلاقات العقائدية مع الفكر الآخر رغم الاختلافات الأيديولوجية، وفق الضوابط والموازين الشرعية قال تعالى: ?قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ?(39). "وأنها لدعوة منصفة من غير شك، دعوة لا يريد بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أن يتفضل عليهم هو ومن معه من المسلمين.. كلمة سواء يقف أمامها الجميع على مستوى واحد لا يعلو بعضهم على بعض، ولا يتعبد بعضهم لبعضاً.."(40). وهذه الانطلاقة القرآنية تحدد طبيعة الانفتاح الفكري، وتنظيم أسس العلاقات الخارجية مع القوى الفكرية الأخرى، خصوصاً إذا كانت تحمل متبنيات فكرية ذات قواسم مشتركة مع الفكرة الإسلامية، وان اختلفت في بعض الأطر والوظائف والمباني الفكرية فإنها تلتقي في مفهوم التوحيد كركيزة أساسية في العلاقات الدينية والمذهبية.. "وبذلك نبتعد عن أجواء التعصب الذي يتجمد فيه الإنسان أمام قناعاته ولا يتحرك خطوة واحدة إلى الأمام في مجال المناقشة والحوار، بل يعمل على المحافظة، بكل ما في طاقته على مواقعه الفكرية والعملية، وبروح متزمتة حاقدة ويمكننا في هذا الاتجاه أن نلتقي بالأساليب الهادئة المتزنة التي تحتفظ بأفكارها عندما نحتفظ بها من موقع الانفتاح على الأفكار الأخرى ومناقشتها لحساب وتحصيل القناعات من خلال ذلك كله."(41). وقد ولدت القناعات القرآنية في أن تبعث الرسول إلى مخاطبة فرعون الذي كان يتمشرق بالألوهية الواهية لتثبت قاعدة سياسة الانفتاح رغم وجود الحواجز النفسية قال تعالى كما في قصة موسى عليه السلام: ?اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى $ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى?(42). وفي موضع آخر من القرآن: