ـ(532)ـ 4 ـ الانفتاح وبناء العلاقات: الإسلام رسالة عالمية شمولية لجميع أبعاد الحياة، لا يختص بإقليم معين، وليس يعيش الحالة الطائفية الضيقة، لهذا فان الله تعالى قد خاطب رسوله، بأنه رسولاً للناس جميعاً:? قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا...?(35). وهذا الانفتاح الرسالي الشامل خصوصية ذات معنى سياسي وعقائدي لاستيعاب والتأثير على كل الأقطاب والمحاور التي تعيش الحالة غير الإسلامية، وهذا ما يتطلبه العمل الرسالي والقيادة الرسالية من توفير كل مقومات الانفتاح الفكري والسياسي على تلك الأقطاب والمحاور لبناء العلاقات السياسية والفكرية وفق الضوابط والأسس الإسلامية الصحيحة حتى ان الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم "وضع.. أسس العلاقات الخارجية مع الأقوام والدول الأخرى. فأنشأ علاقات مع نصارى(نجران) وبعض القبائل. وأوفد السفراء إلى الدول الأجنبية(مصر، وفارس، وبيزنطية، والغساسنة) وغيرهم. وعقد المعاهدات، وهادن بعض الجماعات، والقبائل، ورفض الهدنة مع البعض الآخر(36). فالإسلام يملك رؤية واعية لدراسة وبناء العلاقات الدولية، لأنه يحمل أهم أيديولوجية عالمية واسعة، لأنه ينظر إلى الناس جميعاً نظرة إسلامية وإنسانية واعية قال تعالى:?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?(37). ويقول أحد المستشرقين: "ان الإسلام ترسّخ، بطموحه لحمل الشريعة النهائية، وإصلاح النظام الكوني. أيديولوجية عالمية. وكان على العالم الإسلامي الخاضع لشريعة إلهية صريحة ذات دعوة عالمية، أن يحدد نمط العلاقات التي كان في وسعه عقدها مع الأمم المجاورة.."(38). وقد وجه القرآن الكريم رسوله الكريم في تأسيس مبدء الحوار الفكري ومد