ـ(531)ـ الذي يرفعه لممارسة الكلمة الطيبة والحوار الهادف بالحكمة والموعظة الحسنة، بيد ان ظروف هذه الكلمة، حاول أعداء الإسلام مواجهتها بالقوة وممارسة الظلم، هذا ما شهدته رسالات السماء في الكثير من العصور، لذلك كانت الدعوة بحاجة إلى القوة والاستعدادات للدفاع عن أسلوب الحوار العقائدي والفكري. لأنّ المجتمع الإسلامي قائم على أساس "العدالة، ويحمل رسالة العدالة، فهو بطبيعة الحال معرض للعدوان بالإضافة إلى ملاحظة أن العدوان طبيعة ثابتة في الدول ذات الأنظمة والفلسفات المادية والضالة.. ولذا ففي حين ان مبادئ السلام، والحوار، والتعايش، والتعاون مع الآخرين، سمات ثابتة في تكوين المجتمع الإسلامي فانه ـ بسبب استهدافه للعدوان من القوى الخارجية ـ يستعد للحرب الرادعة وللدفاع ضد العدوان"(33). ولهذا فرض الله تعالى على المسلمين الاستعداد والتهيأ لمواجهة أي عدوان يفرضه الظرف الذي يعيشه الإسلام مع القوى الضالة قال تعالى:?وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ?(34). ولهذا نجد العديد من النصوص الحركية في القرآن الكريم تدعو القيادة الإسلامية إلى ممارسة العمل الميداني من خلال الأقدام في مواجهة أي تحدي عدواني على مستوى مشاكل الداخل التي تواجه المجتمع المسلم، وتعمل على هتك حرمة النظام والقانون الإسلامي، لذا جاءت أهمية توفر عامل الشجاعة بالنسبة للقائد الإسلامي في مواجهة ذلك. كذلك عندما ندرس التاريخ الإسلامي دراسة واعية فإننا سنجد على مواقف كبيرة وقفها الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم وأصحابه في مواجهة هذه التحديات التي يمكن الاستعانة بها في حركة الإسلام الحديث وهو يواجه التحديات في العصر الحاضر كمنطلق في حركة العقيدة والفكر السياسي الإسلامي.