ـ(530)ـ الجيوش، وحفظ الثغور، ليقوم بأمور الملك شجاع قوي القلب، ليقوى على الذب عن الحوزة، ولحفظ بيضة الإسلام بالثبات في المعارك"(30). لذلك فان بعض الظروف الحركية التي تمرّ بها حركة الدعوة الإسلامية تتطلب شيئاً من الأقدام والحدّية. ولهذا عندما استنفذت أغراض الحوار الفكري والعقائدي، وأخذ المشركين يواجهون النبي ودعاة الإسلام باستحداث أساليب القتل والسجن والتعذيب، أمر الله تعالى رسوله في الإعلان عن الدعوة لضرورة الظرف الذي تمرُّ به حركة الإسلام بعدما أضحى أمراً واقعاً في المجتمع لا يحتاج فيه العمل أسلوب السرية والإخفاء، قال تعالى:?وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ $ كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ $ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ $ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ $ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ $ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ $ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ $ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ $ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ?(31). وهذا الأقدام والتحدي نتلمسه في شخصية إبراهيم عليه السلام عندما استنفذ جميع الأغراض السلمية، رأى من الحكمة المواجهة لكسر طوق العزلة الذي يحاول الظالمون والمترفون فيه، الوقوف بوجه الرسالة، ولهذا قال لهم إبراهيم عليه السلام ـ كما جاء النص في القرآن: ?وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ $ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ $ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ $ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ $ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ?(32). ولا يعني هذا ان العقيدة الإسلامية تدعو إلى العنف وممارسة القوة في نشر دعوتها وهذه شبهة وجهها الاستعمار الحديث إلى الدين الإسلامي. بل ان الإسلام هو دعوة للحوار العقيدي من خلال الأدلة والبراهين المنطقية دون ممارسة الضغط والقول وهذا هو الشعار