ـ(529)ـ تتطبع بشخص القائد الرسالي، فالعزوف أو الاعتزال والهروب من الميدان الاجتماعي نصيبه الفشل والسقوط الفكري والسياسي معاً، لأنّ الأُمة لا تتأثر بإنسان يعيش في الأبراج بعيداً عن همومها مهما أوتي من العلم والمعرفة.. أما الحضور الميداني خصيصة مهمة من خصائص القيادة تذلل رقاب الناس، وتنقاد إليه وتتأثر به. 3 ـ المواجهة والأقدام يحتاج العمل التغييري، في الكثير من الظروف التي يمرُّ بها، وحركة الصراع الذي تمارسه حركة الرسالة الإسلامية، إلى المواجهة والأقدام والشجاعة الميدانية، وهي إحدى متطلبات الخصائص المهمة في الشخصية القيادية، سواء كان على مستوى العمل الخارجي، والذي يتطلب في بعض الحالات إلى تلك الجرأة والشجاعة لمواجهة التحديات الخارجية أو على المستوى الداخلي من تقنين وتطبيق الأحكام الإسلامية والذي يتطلب هذا الأقدام والجرأة، ولذلك أمرّ الله تعالى النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم في تطبيق الأحكام في المجتمع المسلم، وعدم التواني والتقاعس لاجراءها. قال تعالى: ?الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ?(28). وقد أماط الفقهاء المسلمون اللثام عن خصوصية الشجاعة في شخصية القيادة الإسلامية، وتحدثوا عنها بإسهاب لأهميتها وضروريتها. قال ابن خلدون: "وأما الكفاية فهو أن يكون جريئاً على إقامة الحدود، واقتحام الحروب بصيراً بها، كفيلاً بحمل الناس عليها، عارفاً بالعصبية وأحوال الدهاء، قوياً على معاناة السياسية ليصح لـه بذلك ما جعل إليه من حماية الدين، وجهاد العدو وإقامة الأحكام، وتدبير المصالح..."(29). وقال شارح "المواقف": "ذو رأي وبصيرة بتدبير الحرب والسلم، وترتيب