ـ(525)ـ الخصوصيات الفكرية تبعاً لاختلاف الأزمنة. قال تعالى:?إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا?(17). والعلمية التي نريد ليس أن تتوفر الشخصية القيادية، وأن تكون مستوعبة لكل المعارف والعلوم الإنسانية والطبيعية، بل الذي نريد هو الإحاطة بعلوم الشريعة الإسلامية، ومعرفة القواعد الكلية العامة للتشريع الإسلامي فمن العسير أن يحيط القائد أو الفقيه المرجع بكل العلوم وإن كان يحتاج على سبيل الإيجاب الجزئي إلى التوفر على بعض العلوم والمعارف الإنسانية حتى يكون قادراً على تطبيق القواعد التشريعية للفقه الإسلامي من خلال هذه المعرفة.. ولهذا يمكن أن يستعين الفقيه القائد بالخبرات والاختصاصات العلمية من أبناء المجتمع الذين يرفدونه بالتجارب والخبرات العلمية الحديثة ليطبق تلك القواعد الكلية العامة أو يستنتج منها أحكامه الشرعية، لهذا تأتي أهمية هذه الخصوصية في رفد حركة الأُمة بالأحكام الإسلامية المنسجمة مع الواقع الفكري والاجتماعي المعاصر والعام في الحياة ويحقق معنى الخلافة الإلهية الحقّة على الأرض.. 2 ـ الحس الاجتماعي: لكل أمة من الأمم، ولكل مجتمع من المجتمعات تقاليد وأعراف اجتماعية سائدة. بل هناك مجتمعاً واحداً نجد فيه نسيجاً مختلفاً غير متجانس من الثقافة والأعراف بوجود القوميات المختلفة فيه من حيث اللغة، والثقافة والتمدّن، والمعتقدات الدينية والمذهبية والأعراف الاجتماعية التي تتحكم بقومية دون أخرى في ذلك المجتمع. وعلى ضوء هذا يتحتم على القائد المثالي أن تكون لـه إحاطة اجتماعية واسعة من خلال الحس والحركة في الواقع، فهناك بوناً شاسعاً بين المعرفة الحسية الواقعية من خلال الدراسة الميدانية، وبين المعرفة النظرية المحضة كما هو الحال، الفرق بين النظرية والتطبيق للمفاهيم والأفكار.