ـ(520)ـ ولا يتمتع بها الإنسان كيفما كان حاله، بل هي مشروطة بأصل التوحيد وأعمار الأرض"(4). وشرطية أعمار الأرض، وتوحيد الله تعالى يستبطن شروطاً وخصوصيات لدى الخليفة القائم على هذا الأعمار لتحقيق معنى العدالة الاجتماعية، وهناك ضوابط وكوابح "حددتها الشريعة من خلال القرآن وسنّة النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام" كوظيفة أساسية لتحقيق مفهوم الميثاق، هذه الضوابط لها قيمتها العملية على صعيد الواقع.. وبما ان الأُمة الإسلامية آمنت بالعقيدة الإسلامية كمنهج في حياتها الواقعية فهي بحاجة إلى الخليفة الذي يمتلك خصوصيات قيادة التجربة لإدارة عملية الصراع الحضاري، والسياسي، والفكري، والنهوض بمستوى عُمق وطموح هذه التجربة، وستكون هذه الخصائص صمام الأمان في توجيه الخلافة، وتحديد إطارها العام. يقول الإمام الشهيد الصدر "قدس سره" "الخلافة.. حركة دائبة نحو قيم الخير والعدل والقوة وهي حركة لا تتوقف فيها لأنها متجهة نحو المطلق وأي هدف آخر للحركة ـ سوى المطلق ـ سوى الله سبحانه وتعالى ـ سوف يكون هدفاً محدداً، وبالتالي سوف يجمد الحركة ويوقف عملية النمو في خلافة الإنسان. وعلى الجماعة التي تتحمل مسؤولية الخلافة أن توفر لهذه الحركة الدائبة نحو هدفها المطلق الكبير كلّ الشروط الموضوعية، وتحقّق لهـا منافعها اللازمة وتصوغ العلاقات الاجتماعية على أساس الركائز للخلافة الربانية"(5). والسير إلى الله، والعمل على إقامة أحكامه، يستدعي الخليفة التلبّس بهذه الخصائص كوظائف مؤثرة في العقيدة والمجتمع. لانّ " الله ـ عزّ وجلّ ـ الذي استخلفه واسترعاه أمر الكون. فصفات الله ـ تعالى ـ وأخلاقه من العدل والعلم والقدرة والرحمة بالمستضعفين والانتقام من الجبارين والجور الذي لا حدّ لـه هي مؤشرات للسلوك في مجتمع الخلافة، وأهداف للإنسان الخليفة، فقد جاء في الحديث "تشبهوا بأخلاق الله". ولـمّا كانت هذه القيم على المستوى الإلهي مطلقة ولا حدّ لها، وكان الإنسان الخليفة كائناً