ـ(519)ـ P المقدمة: قال تعالى:?هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا?(1). وقال تعالى:?... وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ?(2). الخلافة والخليفة، والخلائف، كلها مفردات قرآنية وردت في العديد من المواضيع والنصوص القرآنية، وورود هذه المفردات في القرآن يوحي على أهمية وحساسية موضوع الخلافة في القرآن الكريم، لذا كانت موضع اهتمامه من حيث التركيز والتكثيف لوجود الملازمة والرابطية الفكرية والحركية بين الخليفة والمجتمع من جهة، والخليفة وأقامته لأحكام الله من جهة ثانية، وهى الميثاق والعهد مع الله تعالى. قال الله تعالى: ?وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ...?(3) والميثاق يترتب عليه الاستخلاف وخلافة الإنسان في الأرض، ولكن "هذه الخلافة العامة للإنسان على الأرض ليست مطلقة،