ـ(491)ـ وانها تفرض رقابة صارمة على الضمائر والسرائر، وانها ترجع الدنيا إلى العصور المظلمة وانها تجلد العقل وتقطع الأعضاء، وإنها تبتذل المرأة وتستعبد الرجل، وانها تغيب التبادل السلمي للسلطة وتضحي بالقانون، وإنها تسيس الدين وتحمد السياسية، وإنها واللائحة ليست على وشك الانتهاء ولنسأل النموذج هل الأمر هكذا حقاً ؟ لنسأل هل ضاعت الحريات المدنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكيف حال المرأة فيها؟ وكم عدد الذين قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف؟ لنسأل ما هو مستوى الجمهورية الإسلامية(التقني والعسكري والإعلامي والثقافي والاقتصادي..) مقارنة مع ميزان بلدان المنطقة؟ وما هي درجة الأمن والاستقرار في هذا البلد؟ وكيف تقوم الانتخابات فيه وكم هي نسبة المشتركين فيها؟ كيف يعتني بالأمومة والطفولة والشباب؟ وهل تخلفت الفنون والرياضة والآداب خلال الـ 18 عاماً الأخيرة؟ وأخيراً وليس أخراً كيف يقابل الناس ولي أمرهم وقائد مسيرتهم؟ وكيف يتعامل الشعب مع مسؤولية؟ ومن يجبر الناس على الحضور في المسيرات والتظاهرات وصلاة الجمعة الخ. ان الإجابة على هذه الأسئلة وأمثالها يحتاج إلى مجلدات، ولكن إطلالة موضوعية واحدة على ما حصل ويحصل في هذه البلاد تكفي للدلالة ألف مرة أن مشروع الحكومة الإسلامية هو الإجابة الواقعية على أزمة الانكسار والهامشية التي نعيشها، ويكفي ان تقول ان الانتخابات الرئاسية الأخيرة فيها قد حظيت بإعجاب جميع بلدان العالم بلا استثناء ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية وهي ألدّ الأعداء وخير الفضل ما شهدت به الأعداء، فهل بعد الهدى إلا الضلال؟ كلمة أخيرة لا تنسي ان نشير في آخر البحث ان الحكومة الإسلامية في نموذجها الباهي في الجمهورية الإسلامية في إيران قد أجابت على جملة كبيرة من أسئلة مأزقنا الحضاري