ـ(490)ـ النموذج القائم، أو إضافة للنموذج القائم وفق التنظير المفترض. لذا فنحن نسأل والنموذج يجيب. وسنعرض هنا ملاحظة واحدة وعدة أسئلة خوف إلا طالة وطلباً للاختصار مع التأكيد بأن مثل هذا الحوار يمكن ان يظل مفتوحاً بين السائل والنموذج وليس بالضرورة ان يكون مادحاً أو ممجداً فالجمهورية الإسلامية باعتبارها أمل المسلمين جميعاً تظل بحاجة إلى التقويم والكثير من التنظير المعمق والاقتراحات الهادفة. الملاحظة: إذا كنا نعتقد أو نجمع على الاعتقاد بان الهدف الأساس من وراء قيام الحكومة الإسلامية هو إشاعة الحق والعدل والحرية والأمان بين الناس، أو بعبارة أخرى، هو إيجاد الأمة الوسط التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بأبعادهما الواسعة، لتكون شهيدة على الناس، أو بعبارة ثالثة مختصرة وجامعة، هو تفعيل لعملية الجهاد(الأكبر والأصغر) من أجل تمهيد أرضية الهداية للعالمين، إذا كنا نعتقد ذلك، فينبغي ان نعرف إلى جانب ذلك، ان روح الدولة بما هي دولة ميالة في أغلب أحوالها إلى الاستقرار والانتفاع الواقعي من النعم والمعطيات الإلهية، وتدعيم وجودا، بينما روح الدين تظل نازعة إلى الاستمرار في الهداية والاندفاع بها إلى ما لا نهاية وان هذا التجاذب لابدّ وان يقسم الناس إلى فريقين، فريق يدعو لمواصلة الهداية الدائمة، وإدامة شروطها، وفريق يدعو إلى التوقف أو التأمل واستثمار المعطيات الفعلية للحالة المتحققة. لذلك ينبغي التأكيد أن شكل الدولة أو آلية مؤسسات الحكومة ليست أهدافاً قائمة بذاتها، وإنّما هي وسائل في خدمة الهدف الأكبر وهو(هداية) الإنسان والأخذ بيده من دائرة الظلمات إلى أفق النور الأوسع، وكلما اندكت الوسائل بالهدف وخضعت لـه كلما طال عمرها واتسعت قاعدتها وترسخت شعبيتها، هذه هي الملاحظة أما الأسئلة فهي: الأسئلة: قيل ان الحكومة الدينية إذا ما قامت، فإنها تلغي الحريات المدنية جميعاً،