ـ(486)ـ لا يمكن حلّه بالتوافقات والحلول والوسطية وتمييع الحدود الفاصلة، ولا يمكن ردمه أيضا بالنقاش النظري والجدل الكلامي، وإنّما يمكن فقط عبر طريق واحد وهو العمل والاحتكام للتجربة والمعطى الجديد، وهذا لا يتم إلا بفسح المجال للمشروع الإسلامي للتعبير عن نفسه، فأما ان يحقق مدعياته بالأمن والعدل والفضيلة، وأما أن يجسد المخاوف التي يطلقها الطرف المقابل ضده، وحينها سيكون لكل مقام مقال. ان مشروع الحكومة الإسلامية يتحقق عبر طريقين: 1 ـ الثورة: وهو ما حصل في الجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني(قدس سره) قبل 18 عاماً وتحوّل إلى نموذج زاهر جدير بالدراسة والتأمل. 2 ـ الانتخابات والاحتكام إلى صناديق الاقتراع. والذي حصل في الجزائر وتركيا يمكن مراجعته، ولا نجدنا بحاجة أي التعليق عليه. بيد أننا نسجل ملاحظة عابرة وهي ان كلا الطريقين مرفوضين من قبل أنظمتنا القائمة. فالأول في شرعها تمرد وعصيان يهدف إلى إشاعة الفوضى ويدمر البلاد وعقوبته الإعدام. والثاني مرفوض أو مؤجل لأن الشعوب ـ حسب ادعاء الحكام الديمقراطيين ـ لم تصل بعد مرحلة النضج التي تمكّنها من الاختيار الحر المعقلن. وعلى الشعوب ان تنتظر مائة عام أخرى لتجد ذات اللائحة أمامها والى الله المشتكى. 3 ـ الأهداف: لما كانت الدولة والحكومة بشكل عام هي ضرورة اجتماعية لا يمكن لأي تجمع بشري ان يستغني عن وجودها. ولما كانت الحكومة، الإسلامية ونظامها هي مما يريده الله تعالى لعباده من أجل أن يعمروا الأرض ويصلحوها. فلابد ان تكون لهذه الحكومة أهداف واضحة ومسارات محددة. يمكن أجمال هدف الحكومة الإسلامية بالقول أنه هدف الدين والأنبياء عامة أي(هداية) الإنسان