ـ(487)ـ وربط حركته كلها بربه عبر تشبهه بأخلاق الله وصفاته، ويمكن تفصيله وعلى النحو التالي: ألف ـ الاتجاه إلى إبراز عنصر(العبودية) الخالصة لله تعالى في جميع النشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية بوصفها القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها جميع الأهداف الأخرى كالعدل والحرية والمساواة.. الخ، ونفي ما عداها من عبوديات زائفة كانت وما تزال مصدر جميع المساوئ والكوارث المحلية والعالمية. ب ـ تجسد الاتجاهات العامة التي تتبناها العقيدة الإلهية في عملية التغيير والهداية، على شكل نماذج حركية وواقعية تشكل أطروحة عملية للاقتداء والتأسي لعموم الخليقة، وتشكل حجة عليها. ج ـ تمنح المؤمنين في إطارها(إطار الدولة الإسلامية) فرصة شرف العمل والالتزام بأحكام الإسلام والتقيد بحدود الله تعالى بشكل عملي يساهم في مضاعفة أجرهم وبناء أنفسهم وتعميق شعورهم بأصالتهم وهويتهم وانتمائهم إلى رب البرية، وأما في خارج إطارها فتدفع عنهم شعور اليأس والإحباط والهامشية الذي يمكن ان يضغط عليهم بسبب سيادة الحكومات الطاغوتية وانتشار مفاسدها. د ـ توجه الحكومة الإسلامية الإنسان إلى نفسه وتعرفه عليها وتبين قيمته الحقيقية.. ونضع المواهب الطبيعية في خدمته ليتمكن من استثمارها على النحو الأفضل وليتحرك في المسار الإنساني بشكل أسرع وأدق وأصح(1). أي توفر لـه الشروط الموضوعية على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي لتجسيد خلافة الإنسان في الأرض وربط شرع الله مع حركة الإنسان ومع حركة التاريخ(2). هـ ـ وخير ما نراه وافياً لرسم أهداف الحكومة الإسلامية ونظامها السياسي هو ما ___________________________ 1 ـ مقالات المؤتمر الثالث للفكر الإسلامي ـ حجة الإسلام الشيخ محمد يزدي: ص 74. 2 ـ خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ـ الشهيد محمد باقر الصدر: ص 16.