ـ(478)ـ الإسلام تأثيرها في هذا المجال"(1). وأما الخوض في تحليل النصوص الشرعية ودلالاتها الإلزامية على أهمية وجود الحاكم الشرعي والإمام وتنفيذ الحدود فهي من الكثرة ما تجعل البحث يخرج من طوره فيما لو تتبعها. ومن أراد المزيد فليراجع في محله. المخاوف المحتملة قد يقال إننا كمسلمين لسنا بصدد الأدلة والبراهين التي تثبت لنا صلاحية وشمولية وقدرة عقيدتنا وأحكامها السمحاء، ولا بصدد الأدلة التي تؤكد لنا ضرورة أو وجوب التزامنا بها وتحكيمها بيننا، فربنا هو الذي أخبر بذلك، وشواهد تاريخنا المعطاء لا تنفي ذلك. وإننا كمسلمين نعيش أزمة كبرى ومحنة عسيرة، قد فشلت كل الطروحات البشرية في حلها ـ إذا لم تزدها تعقيدا ـ لذا فمن اللازم علينا ان نعود إلى ديننا وأحكامه باعتباره البلسم الشافي لجروحنا.. لكننا نبحث عن الضمان. ان ما نخشاه ليس هو جور الدين، فحاشا للدين عن ذلك وإنّما نخشى جور ولاة الأمر وفساد أمرهم، وتجيير أحكام الدين لصالح المصالح الضيقة والأهداف الجزئية. فنكون كمن وقع فيما هرب منه، وستكون مصيبتنا أشد وأعظم. ان ما نخشاه ان نعود مرة أخرى لمظلة الاستبداد وسيف القمع وهذه المرة باسم الإسلام وباسم الله، فيضيع دم الضحية بقداسة الجلاد. ان فساد حكامنا الحاليين يضرنا ويضر أنفسهم، أما فساد الحاكم الإسلامي فإن يضرنا ويضر نفسه، ويضر الإسلام (تلك العقيدة التي نحتمي بها حينما يشتد الجور بنا وتتفاقم المصائب علينا). هذه هي ___________________________ 1 ـ من كلمة لولي أمر المسلمين آية الله الخامنئي.