ـ(477)ـ الدولة، وتدل على ان مشرعها افترض وجود حاكم عادل شجاع يقوم بتنفيذها.(وإذا كنا نعتقد ان الأحكام التي تخص إقامة الحكومة الإسلامية مازالت قائمة، وان الشريعة ترفض الفوضى كان لزاماً علينا تشكيل الحكومة، والعقل هو الآخر يحكم بضرورة ذلك.. وكذلك يدعو الإسلام إلى أنصاف المظلوم واستخلاص حقه، وردع الظالم، وكل ذلك بحاجة إلى أجهزة قوية)(1). ان الإسلام لا ينحصر في التقنين والتشريع فقط من دون الالتفات إلى القوة المنفذة وشرائطها، بل شرعت أحكامه ومقرراته على أساس الحكومة الصالحة العادلة التي تقدر على أجراء المقررات وتنفيذها، فاشتبك فيه التقنين والتنفيذ معا، وكانت الحكومة الصالحة المنفذة للقوانين من أهم برامجه وداخلة في نسجه ونظامه، بنحو يوجب تعطيل الحكومة تعطيل الأحكام وإهمالها(2). ان الاعتقاد بالتوحيد ووجود الله تعالى يعني الاعتقاد بالحياة النوعية الاجتماعية للإنسان. فأصل الاعتقاد بالله وبالأنبياء عليهم السلام يقتضي ان ينتخب الإنسان شكل حياته بإرشاد من الأنبياء... علينا ان نعمل للقضاء على الأفكار التي تقول ان الإسلام لا يدعو المسلمين لإقامة حكومة إسلامية، لأن لك شعب يؤمن بالإسلام عليه ان يطالب بحكومة إسلامية، ولا يمكن ان نتصور أناسا يؤمنون بالإسلام دون ان يؤمنوا بالحكومة الإسلامية... ان عدم الاعتقاد بالحكومة الإسلامية كارثة كبيرة قائمة في العالم الإسلامي.. وعلى العالم الإسلامي ـ اليوم ـ ان يعرف ما هي الحكومة الإسلامية؟ وإذا لم يعرف ذلك فمن المحتمل ان تترك الادعاءات الباطلة لأعداء ___________________________ 1 ـ الولاية والحكومة في كلام سماحة الإمام الخميني (قدس سره) حديث الشمس ص 65 وللاستزادة يراجع كتاب (الحكومة الإسلامية) لسماحة الإمام قدس سره. 2 ـ دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية ـ آية الله العظمى الشيخ المنتظري ج 1 ص 162.