ـ(441)ـ الغربي من إيران والتشيع كان معاديا وسلبيا. والأمر ينسحب على كل الجهات الشيعية والسنية، سواء كانت دولا أو حركات أو أفرادا. وإضافة إلى محاولة عزل إيران ـ التشيع عن البلدان الإسلامية ذات المذهب السني، وكذلك الحركات فيها، كان العنوان الأبرز هي الذي أحاط بالقضية الفلسطينية، حيث برز حزب الله كفصيل مقاوم فاعل على الساحة اللبنانية ضد المحتل الإسرائيلي، واستطاع ان ينتصر على جو الإحباط الذي ساد بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 82، وبدأ يشكل حالة استنهاض حقيقية ساهمت بشكل كبير في انبعاث انتفاضة الحجارة في فلسطين، ولم يعد خافيا ما سببه هذا الحزب ـ الذي تربى على منهجية ورؤية الإمام الخميني t من إعاقة للمشروع الإسرائيلي الأميركي في المنطقة، ومن تأثير في توازن الرعب؛ وأثر المقاومة في الصراع، حيث اعترف العدو الإسرائيلي بمعجزه عن التغلب على حزب الله وهنا أرادت أميركا ان ترسل إشارات إيجابية إلى حركة "حماس" والجهاد الإسلامي في فلسطين على قاعدة إمكانية التعاون لحل مشكلة فلسطين، لكن الأزمة والعداء هو لحزب الله؛ ولم تبق هذه الإشارات داخل الغرف بل خرجت إلى العلن لتحاول تعزيز الشرخ والتمايز إلا ان وعي الإسلاميين في فلسطين، وإدراكهم لمناورة أميركا، وإيمانهم بوجوب تحرير كامل التراب الفلسطيني وثقتهم بمصداقية خط الإمام الخميني t جعل الحواجز تنهار؟ ومارس الإسلاميون في فلسطين فعل الجهاد وقتال الصهاينة، كما هي مواجهة حزب الله لإسرائيل؛ ووحد الدم ما لم توحده الكلمات، وشعر الجميع بأنهم أمام مواقف واحدة طغت على ماعداها، وصوبت البوصلة نحو الهدف المشترك، فانهار مشروع أميركا التقسيمي، وبرز عنوان واحد هو تحرير القدس باسم الله ولنصرة الإسلام، مما أعطى قوة حقيقية للتيار المواجه لمشروع كيان إسرائيل الغاصب. وجذب هذا التفاهم العملي كل العالم الإسلامي، بحيث تشعر في كل بلدان المسلمين ان شعوبها تحبك وتؤيدك، ومستعدة