ـ(440)ـ الإسلامي، وتواصلت مع جماعات إسلامية كثيرة، بل ساعدت في قضايا العالم الإسلامي في البوسنة وفلسطين وأفغانستان والعراق.. وهي الرافعة لكل شعارات وأشكال الدعم لقضايا المستضعفين الحقة. كما مدت إيران يدها ـ عمليا ـ إلى الدول الإسلامية، ومنها العربية، لبناء أوسع العلاقات، والاعتماد على النفس، والتعاون للأمن المشترك، بدل إفساح المجال أمام تدخل الاستكبار العالمي، وتجاوزت الكثير من الخلافات لمصلحة تهيئة الأرضية المناسبة للتعاون، واراحة واقع المسلمين من التفرقة عموما. إننا أمام تجربة غنية، لا يمكن ان تزخم إلا إذا واكبناها، وبادلت الحركات الإسلامية والدولة الإسلامية إيران مبادراتها القيمة والفاعلة، وهذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا لرفد هذه المساهمة باخلطوات العملية البناءة. ثالثا: الآثار العملية للتقريب في الصحوة الإسلامية 1 ـ الوحدة العملية في ميدان الجهاد: أدرك الاستكبار بأن المد الإسلامي المنبعث من إيران الثورة لا يمكن إيقافه على مستوى العالم الإسلامي، وان تصدير الثورة لا يعني جحافل الجند تغزو البلدان، بل أفكارها التي تتواءم مع فطرة الإنسان، وطروحاتها التي تعيد الهوية المفقودة للأُمة الإسلامية، وتحركها مجددا باتجاه أصالتها ودينها. ولذا لجأ الاستكبار إلى التركيز على شيعيتها واختلاف نمطها عن المحيط السني، بل وجود التباين في المنهجية وطريقة الأداء؛ أي لا يقتصر الأمر على بعض الخلافات الفكرية، وإنّما تختلف أنماط السلوك السياسي في الواقع المعاصر، بحيث يكون مقبولا ان يتحرك السنة لرفع شعاراتهم الإسلامية، شرط ان يتمايزوا عن الشيعة في أدائهم وعلاقاتهم، بل لابد من بروز الاختلاف العملي بشكل واضح، خاصة وان الموقف