ـ(442)ـ لتسليمك أولادها لتقاتل إلى جانبك، دون الالتفات إلى المذهب، لأن حجم التضحيات ومصداقيتها كانت أبلغ بكثير من كل الدعايات ومحاولات التفرقة. وهذا يؤكد أننا كلما ترجمنا التقارب بوحدة عملية تعزز الصحوة اكثر. 2 ـ الاستفادة من التجارب: نحن نستفيد كثيرا من تجارب الماضي، ونستلهم من خطوات النبي صلّى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام والصحابة الأبرار والسلف الصالح، وهذا الأمر يشكل قاعدة هامة لأي تأسيس معاصر ومستقبلي. لكن لا يخفى ان التجربة المعاصرة في إعادة الإسلام إلى مسرح الحياة تختزن اجتهادا في النصوص لكيفية طرح الإسلام وإقامة دولته المباركة، وتؤسس لأداء عملي يأخذ بعين الاعتبار تعقيدات حاجات المسلمين وتشابك المصالح الدولة، على ان تبقى الخصوصية الرسالية بارزة على الرغم من المعيقات الكثيرة. وعندما تزول الحواجز المذهبية، نتخلص من الجمود على نمط حكم الداء كانت لـه ظروفه وتنظيراته ولا يصلح لمواكبة القرن العشرين. وفي الإسلام سعة نتمكن معها من التحرك، والاستفادة من الضوابط العامة التي لا تفيد التفاصيل؛ فنظام الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بني على "ولاية الفقيه"، وأعطي دوراً كبيرا للاختيار الشعبي في الاستفتاء على النظام، واختيار مجلس الشورى والرئيس.. وأسّس لجمهورية لها قواعدها الإسلامية المقننة بما يواكب المتطلبات المعاصرة. نجحت هذه الدولة بثورة شعبية لم تستخدم فيها طلقة واحدة، ولم تتمكن أجهزة الاستخبارات الغربية من الوقوف أمام هذا المد. وما المانع من استلهام هذه التجربة مع التمايز في الخصوصيات والتفاصيل، فالعبرة في تحقيق الأهداف لا الجمود على الشكل مع ضياعها. وعندما يتطلع المسلمون في العالم إلى نجاح هذه التجربة، ويتفاعلون مع طريقة أدائها، يستنيرون