ـ(438)ـ وتاريخنا حافل بأداء يعزز فرض التقريب من العلماء الأعلام بأساليب مختلفة. فكتاب "الخلاف" لإمام الطائفة الشيخ الطوسي t، وهو من أعلام القرن الخامس الهجري، يبرز آراء المذاهب في المسائل الفقهية المطروحة فيه، ويقول: "هذا موافق لمذهبنا"، و"هذا مخالف لمذهبنا"، بعض يبرز سعة اطلاع وتداول بالآراء المختلفة لمناقشتها. و"التذكرة" للعلامة الحلي، أوسع كتاب في الفقه المقارن. و"مستمسك العروة الوثقى" لآية الله السيد محسن الحكيم(قده)، حيث سجل آخر تطورات الفقه في عصوره المتأخرة. وقد قدم الشيخ الباقوري، وزير أوقاف مصر، لكتاب العلامة المحقق(المختصر النافع) وقامت لجنة التقريب بين المذاهب، وخاصة من خلال سكرتيرها العام العلامة محمد تقي القمي، بدور هام. كما ان إقرار المذهب الجعفري كواحد من المذاهب الإسلامية الخمسة المعتمدة في الأزهر الشريف، يعطي أثرا واضحا لمصلحة التقريب. 2 ـ الإمام الخميني t والوحدة: وقد عمل الإمام الخميني(قدس الله روحه الشريفة) بخطى حثيثة ومتواصلة من أجل الوحدة، إلى درجة أنه لم يترك مناسبة ولا فرصة إلا وتحدث عن وجوب الوحدة والحث عليها، فهو القائل: "على المسلمين ان يكونوا يداً واحدة على من سواهم، وان يتحدوا، ويجتمعوا، ولا يعتبروا أنفسهم منفصلين عن بعضهم". ولم يقتصر الأمر بتركيزه على الشعوب فقط، بل تعدى ذلك إلى الحكومات، على قاعدة ان أي طريق من طرق الوحدة، والتي تعطي قوة للمسلمين، لابد من سلوكه: "أتمنى من الله ان يستيقظ المسلمون، ويتحدوا، ويكونوا اخوة مع بعضهم، ويكفوا عن الخلافات. الحكومات تمتنع عن الخلافات، الشعوب يكونوا متحدين.