ـ(437)ـ 5 ـ مواجهة مثيري الفتن: يحاول البعض إثارة الخلافات المذهبية على المنابر وفي كل المنتديات، ويسوقها بطريقة استفزازية للآخرين، بل يعتبر ان تعبئته بها بهذه الطريقة تزيد من مريديه، وتحصنهم تجاه الآراء الأخرى. ولا يمكن الاستسلام لهذا النمط، وتساهل البعض بأنها لا تمسه ولا تؤثر عليه، بل تمس الآخرين وتؤثر عليهم. علينا ان نواجه مثيري الفتن، على قاعدة ان يتصدى أصحاب كل مذهب للمفتنين في مذهبهم، لتتركز معالم الوحدة أكثر، إذ لا ينفع ان يرد الآخرون التهم عنهم، حيث لا جدوى أمام التعصب إلا بعمل من داخل الفريق الواحد. بل لا بأس من الترويج والتشهير بهؤلاء ـ بعد إنذارهم ـ ليكونوا منبوذين على مستوى العالم الإسلامي، كأسلوب من الأساليب الرادعة، إذا لم تنفع أساليب الإقناع وتغليب مصلحة المسيرة الإسلامية على ما عداها. كما ان من المفيد الاتفاق على رفع بعض النقاط الحساسة من التداول العام، والعمل على تعميم هذا التوجه، والإسراع للملمة الإثارات المذهبية، والاعتراض عليها بحزم وبخطة مدروسة لإشاعة مناخ الرفض لمثل هذه الحالات ?وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ?. ثانيا: التقريب حلقات متصلة: 1 ـ محاولات مفيدة: إن محاولات التقريب بين المذاهب، حلقات متصلة ومترابطة ومفيدة، ومهما كانت دائرة سعتها وزمان حدوثها، وسوءا كان بينها ترابط وتنسيق أو لم يكن، كانت جهوداً فردية أو جماعية، استمرت عند البعض أو توقفت عند البعض الآخر. وإبراز هذه المحاولات مع آثارها لا يجوز ان تقتصر على المحافل الخاصة، بل يجب تعميمها.