ـ(434)ـ الواحد فيها اكبر من الخلافات بين المذاهب نفسها، ولا تترتب عليها مفاصل هامة ليتوقف المرء عندها. وفي المقابل، هناك الاتفاق على القرآن الواحد، والرسول الواحد، وقواعد العقيدة الأساسية، ومفاهيم الإسلام عن الكون والإنسان والحياة، وتعاليم لا حصر لها في دائرة هذا الاتفاق. كما ان الاتفاق قائم بأن الأعداء يشنون حروبا ثقافية وعقائدية ومفاهيمية ضدنا، ويحاولون تشويه صورة الإسلام في أذهان الأجيال الطالعة، ويعملون على تخريب النفس الإنسانية ليسهل الدخول الشيطاني إليها. هذان الأمران في دائرة الاتفاق، يتطلبان توجيها للمسلمين كافة، وعملا ينعكس إيجابا على كل مسلم، لأنهما في دائرة حياة وخصوصية الجميع، وهما يسهلان لغة التخاطب وإمكانية التفاعل، إذ ان ملامسة هذه الحقائق لواقع المسلمين تساعد على ترويجها وتأصيلها وتثبيتها والتداول بها، والعبرة في دقة الاستفادة ومعرفة كيفية التوجيه المناسب. وما شدة الحملات الغربية وتنوعها علينا، إلا لشعورهم بصعوبة ما يواجهون من اشتراك بين المسلمين. وما اللجوء إلى أساليب التشهير والسب، إلا نتيجة العقبات التي تواجههم، إذ ليس مألوفا ان يقف الغرب كله وراء "سلمان رشدي"، الكاتب المرتد عن الإسلام، مع أهانته لنبي الإسلام وعقيدة المسلمين، وكذا مع كل عمل ثقافي أو فني أو... فيه طعن بالرسالة الإسلامية ونبينا الأكرم، إلا على قاعدة الانزعاج من صعوبة اختراق واقع المسلمين الثقافي؛ وهذه نقطة قوة لمصلحة الوحدة الإسلامية وتعميقها. وفي هذا المجال، أتمنى لو يعمل المؤتمر الكريم على موضوعي القضايا المشتركة والعناوين الثقافية المشتركة، بحيث تدوّن هذه القضايا والعناوين بعبارات مختصرة ومتفق عليها بين كل المسلمين، ثم تطبع بصياغة شبيهة بالميثاق الإسلامي