ـ(433)ـ الشريف... وما من مسلم إلا ويتعاطف مع هذه القضايا السياسية المشتركة، التي لا تمس فريقا أو جهة وإنّما تمس الجميع وتؤثر عليهم. وتركيزنا على هذه القضايا يساعد في توحيد لغة الخطاب والمواجهة، والأداء العملي فيها يساعد على التفاعل والالتحام؛ والتجربتان الكبيرتان في هذا المجال خير دليل على مقولتنا. ـ الأولى: تتمثل في الخطر الأميركي، حيث لا تجد شعبا في عالمنا الإسلامي إلا ويكن العداء لأميركا المتسلطة والمتحيزة والناهبة لثروات الشعوب؛ ولا نحتاج إلى أدلة وإثباتات لإبراز هذا الخطر، فآثاره واضحة في كل بلدان المسلمين. فالموقف من أميركا "الشيطان الأكبر" هو عنوان وحدوي كبير لدينا. والثانية: تتمثل في القضية الفلسطينية، حيث مشاعر المسلمين تجاه الأرض المقدسة، والتحام الدم اللبناني والفلسطيني من خلا أداء المقاومة الإسلامية في لبنان والمقاومة الإسلامية والجهاد الإسلامي في فلسطين، وكل الفصائل المجاهدة في كلا البلدين، والتناغم الذي أوجد أرضية تجاوزت الكم المتراكم من التعبئة المذهبية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، بحيث تمكن عطاء الدم من إعطاء نموذج حي عن جهاد لقضية واحدة يتجاوز الحدود المصطنعة، جغرافياً وتعبوياً. فإذا أنفذت المقاومة الإسلامية في لبنان عملية ضد مواقع الاحتلال الصهيوني حصدت خسائر كبيرة، تجد الفرحة عامة في فلسطين والمنطقة؛ وإذا انطلق استشهادي في داخل فلسطين تحسب ان العملية حصلت في لبنان، مع مشاعر السرور والشكر لله. 2 ـ العناوين الثقافية المشتركة: المشكلة الأكبر في القضايا الخافية تتمثل في النظرة إلى أئمة أهل البيت، وعصمتهم، وموضوع الخلافة، وبعض الأمور في تفاصيل العقيدة؛ أما الأمور الأخرى في التشريع أو تحليل التاريخ... فلا تعتبر الدافع الأساس لإثارة النعرات والتفرقة، لأنها نتائج للقضايا الخلافية الأساسية من ناحية، ولان الاختلافات بين مجتهدي المذهب