ـ(412)ـ السلطة التربوية: ان الدور الذي احتلته العملية التربوية، والأهمية التي تحظى بها، قد حولها إلى أهم وأخطر عملية جماعية تتم في الهيئة الاجتماعية وقد استطاع الغرب من خلال تنظيم العملية التربوية التي استوردتها بلادنا وطبقتها وفقا لتوجيه واضعيها، ان تحقق قدرا كبيرا من الفصل بين انساننا وماضيه، وتراثه وفكره وقيمه الاجتماعية والأخلاقية، وأوجدت شرخا بين الطالب ومحيطه، وربطته بآليات وتقنيات معقدة، تنتهي به ليكون مجرد آلة، يمكن التحكم بها واستخدامها على الشكل الذي تريده القوة المسيطرة على زمام الأمور في العالم. وبما ان عملية التربية هي العملية التي يتم من خلالها صياغة الإنسان المسلم ليؤدي الدور الذي خلق من أجله، فهذا يعني ان ضبط هذه العملية هو السبيل الوحيد، من أجل ان لا يقع الإنسان في اغتراب عن ذاته. من هنا نرى ان عملية التحويل هذه لا يمكن ان تتحقق ما لم تتحول الهيئة التربوية إلى سلطة مستقلة كل الاستقلال، عن باقي السلطات في الدولة، ولنا في تجربة الحوزات العلمية التي اتصفت دائما بالاستقلالية عن السلطة الحاكمة، أي كانت هذه السلطة، مثل واضح، بل نستطيع القول ان الحوزة العلمية بقيادة مراجعها الكبار، كانت دائما سلطة مستقلة. ونرى ان من مهام السلطة التربوية المقترحة القيام بما هو آت: 1 ـ الأشراف على المساجد والنوادي الحسينية وتوابعها. 2 ـ ربط التعليم الابتدائي بالمسجد بحيث تحول المساجد إلى مناهل يتلقى الطفل المسلم فيها لغته الأولى الأساسية، ولغة القرآن، وعلم الحساب. 3 ـ تنقية العلوم أو المناهج من كل الحشو الذي لا يحقق مصلحة للطالب ولامته. 4 ـ إنشاء الجامعات والحوزات العلمية وربطها بمراكز العلم الرئيسية في العالم الإسلامي مثل النجف وقم والأزهر الشريف ومكة والمدينة والزيتونة وغيرها، وجعل