ـ(411)ـ تمويل، كما ان الدوائر المالية تتولى الجباية. ان تطور الحياة الاجتماعية السياسية، سيؤدي إلى إضافة سلطات جديدة، أو إلى فصل مصالح تزداد أهميتها عن السلطات القائمة، لتصبح سلطات مستقلة، ضمن الضوابط القانونية والدستورية التي ستوضع لها، وخصوصا في الدولة الإسلامية الحديثة. ومن خلال التطور الذي أصاب حقلي الإعلام والتربية فإننا نرى ان كلا منهما سيصبح في يوم من الأيام سلطة مستقلة قائمة بذاتها لها قانونها ونظامها الخاص. السلطة الإعلامية: لقد اصبح الأعلام في عصرنا الحاضر، ضرورة من أهم الضرورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقد احتل دورا متقدما في التأثير على حياة الشعوب وسلوكياتها، واصبح لـه تحكم وتأثير حتى في المسار السياسي للدول والشعوب. وفي العالم الغربي وكثير من دول العالم، بدأت تطلق على وسائل الأعلام تسمية "السلطة الرابعة"، نظرا للضغط الذي تشكله في المجتمع، وعلى السلطات فيه، مما يجعلها أشد تأثيرا من أية سلطة من السلطات الثلاث. ومن هنا نرى أن على الدولة الإسلامية ان تضع تنظيماً يؤسس لتحويل الاعلام إلى سلطة يتم من خلالها إدارة عملية الحوار في المجتمع الإسلامي عبر تحويل وسائل الاعلام إلى منابر سياسية وثقافية وفكرية، تتخاطب من خلالها كل القوى الحية والمؤثرة في المجتمع، من أجل الارتقاء بالمجتمع نحو سمو الرسالة التي يؤمن بها.