ـ(401)ـ المسحوقة(1). وزعم انجلز أيضا ان الدولة هي ضرورية فقط في بعض المراحل التاريخية للمجتمعات البشرية، ولكن بزوال الاستغلال، والطبقات، والفروقات بين الناس فإنه لا تبقى حاجة لوجود الدولة(2). ومن النظريات المتعلقة بنشوء الدولة، ما تفترض ان تكون الدولة قد قامت على أساس تعقيد الحياة المدنية، ومنها ما يفترض ان تكون قد قامت على أساس العقيدة الدينية وبادر إلى إقامتها دعاة الدين أنفسهم. وهناك افتراض يرى ان الدولة قد قامت إشباعا لنزعة أصيلة في النفس الإنسانية التي تملك استعدادا كامنا للميل إلى السيطرة والتفوق على الآخرين فكانت الحكومة من وحي هذا الميل، وتعبيرا عنه(3). ويرى السيد محمد باقر الصدر: ان الدولة ظاهرة اجتماعية أصيلة في حياة الإنسان وقد نشأت هذه الظاهرة على يد الأنبياء، ورسالات السماء، واتخذت صيغتها السوية ومارست دورها السليم في قيادة المجتمع الإنساني وتوجيهه من خلال ما حققه الأنبياء في هذا المجال، من تنظيم اجتماعي قائم على أساس الحق والعدل، يستهدف الحفاظ على وحدة البشرية وتطوير نموها في مسارها الصحيح(4). أركان ومقومات الدولة: يذهب معظم فقهاء القانون الدستوري إلى أن أهم عناصر الدولة هي ثلاث الشعب، والإقليم، والسلطان. ______________________________________________________ 1 ـ القانون الدستوري العام والأنظمة السياسية ـ حسن منلا ص 17 ـ طبعة 1986. 2 ـ المصدر السابق الجزء الأول: ص 18. 3 ـ اقتصادنا، للشهيد السيد محمد باقر الصدر ص 86 ـ 87. 4 ـ الإسلام يوقد الحياة، السيد محمد باقر الصدر، ص 13، صادر عن دار التعارف للمطبوعات، بيروت 1410 هـ 1990 م.