ـ(400)ـ وهذا الطرح يتوافق عليه المسلمون مع غيرهم. وقد عبروا عنه بصيغ منها ما أورد الماوردي عن وجوب عقد الإمامة لمن يقوم بها إجماعاً(1). ويرى الإمام الخميني t ان مجموعة القوانين لا تكفي لإصلاح وإسعاد البشر، فإنه يحتاج إلى السلطة السياسية التنفيذية لذا فإن الله عز وجل، جعل في الأرض ـ إلى جانب مجموعة القوانين ـ حكومة وجهاز تنفيذ وإدارة. الرسول الأعظم كان يترأس جميع أجهزة التنفيذ في إدارة المجتمع(2). لمحة نظرية حول ظاهرة نشوء الدولة: ان ظاهرة نشوء الدولة، من الظواهر المختلف فيها اختلافا كبيراً، إلا أن الجميع متفقون على ان ظاهرة الدولة هي ظاهرة مستجدة في حياة الإنسانية. فهي لم تكن في عمر الإنسانية الأول حين كان الإنسان يعيش حالة فردية أو شبه فردية، أو حينما كان الإنسان يعيش حياة اجتماعية بدائية بسيطة، وقبل ان يدخل مرحلة المجتمع السياسي(3). وجهد ارباب الفكر السياسي في تحديد الخطوات الأولى لنشوء الدولة، وحاولوا أيجاد التفسير المنطقي والملائم لها، وقد انقسموا في ذلك إلى مذاهب مختلفة إلا ان النظرية التي حازت احتراماً لا بأس به هي النظرية التي جاء بها جان جاك روسو وهي نظرية العقد الاجتماعي. أما الماركسيون فقد ذهبوا إلى أن الدولة هي أداة القمع في يد السلطة الحاكمة، وهي ليست وليدة الحقيقة الأخلاقية كما يقول هيجل. واعتبر انجلز بأن الدولة الحديثة تمثل القوة التي تتحكم اقتصاديا بالطبقة ___________________________ 1 ـ الأحكام السلطانية والولايات الدينية، للمارودي ص 5. 2 ـ الحكومة الإسلامية، الإمام الخميني ص 230. 3 ـ المذهب السياسي في الإسلام تأليف صدر الدين القبانچي ص 71 إصدار وزارة الإرشاد الإسلامي.