ـ(395)ـ ?... وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ...?(سورة المنافقون: 8). لقد.. "دلت جميع الآيات، والسُّنّة القطعية، على أن الله تعالى قد جعل العزّة للمؤمنين والمسلمين. ويُستفاد منها أن الله تعالى لم يجعل في الشريعة حكماً يخالف ذلك، ويلزم منه ذلة المسلمين وهوانهم، وكل ما يستلزم ذلك فهو محرّم ممنوع عنه شرعاً. وهذا من ضرورات الإسلام"(1). هذه هي أبرز القواعد الفقهية الحاكمة على الحكومة الإسلامية في تعاملها مع غير المسلمين، ويجب على هذه الحكومة أن تضعها نصب عينيها في سلوكها السياسي الخارجي حتى تتحقق مصالح المسلمين وتعلو راية الإسلام. ومن يبتعد عن الهوى التعصب ويتجرّد للحقيقة، سوف يجد الفرق الشاسع بين العلاقات الدولية قبل الإسلام وما بعده فقد كان نظام العلاقات السياسية القديم يقوم على قواعد الظلم والقوة الغاشمة وفقدان المعايير الأخلاقية في التعامل السياسي. ولكن بعد انبثاق فجر الإسلام برزت مبادئ الاخوة الإنسانية والمساواة والعدالة.. "ونقل الإسلام البشرية في تكوين الإطار السياسي من الدولة القبلية والمجتمع القبلي والدولة القومية والمجتمع القومي إلى الدولة الإنسانية العقائدية المجتمع العقائدي الإنساني"(2). و كيف يغض الطرف عن قواعد التعامل الخارجي التي صاغها الإسلام وطبّقها بحذافيرها في علاقته مع غير المسلمين وهي مبادئ لم تكون موجودة أصلاً منها: مبدأ احترام العهود والمواثيق، ومبدأ عدم الاعتداء، وقواعد العدل والإحسان، ومبدأ المساواة إلغاء التمايز العنصري بين الأمم والشعوب ومبدأ المقابلة بالمثل، ومبدأ الإعلام قبل الأقدام، ومبدأ الحياد الإيجابي وغير ذلك من المبادئ والقواعد التي تحتاج لبحث مستقل. ___________________________ 1 ـ انظر: كتاب الحكم والإدارة في الإسلام ـ مصدر سابق ـ ص 499 وما بعدها. 2 ـ راجع كتاب: نظام الإسلام(الحكم والدولة) لمحمد المبارك ص 110.