ـ(394)ـ تستطيع أن تحكم على الأحكام الأولية بمجموعها، اللهم إلاّ تلك التي تتضمن بنفسها تحمل الضرر في سبيل تحقيق غاية أسمى كالجهاد. و صفوة القول: إنها قاعدة تعاملية مهمة، لها تطبيقاتها في مختلف المجالات ومنها المجالات السياسية. وليس هنا بأروع من تطبيقها اليوم ـ من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران ـ في تعاملها مع القوى المستكبرة وعلى رأسها أمريكا، التي تسعى للسيطرة على الشعوب ونهب خيراتها وانتهاك كرامتها ومقدساتها. ثانياً ـ قاعدة الإسلام يعلو ولا يعلى عليه: تبلورت هذه القاعدة على ضوء الحديث الذي ورد في كتاب: من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 243 الوارد في باب ميراث أهل الملل. وقد جاء فيه أن: "الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، والكفار بمنزلة الموتى، لا يحجبون ولا يورثون". والعلو ـ هنا ـ يمكن أن يتصور منه أحد معنيين: أ ـ إما علو عقائد الإسلام، ومبادئه وشريعته، من حيث أنها حق وغيرها باطل.عليه فهي عالية علو الحق على الباطل. ب ـ وإما علو المسلمين بالإسلام، فلا يجوز أن تهدر كرامتهم أو تصادر حقوقهم حرياتهم أو يكونوا في موقع الدّونية والمهانة بالنسبة إلى غيرهم. وعلى كلا المعنيين يمكن أن يستنبط مبدأ الاستقلال بحكومة الإسلام ومن خلاله لا يمكن السماح لأي سلطة خارجية غير إسلامية أن تتدخل في شؤون الإسلام والمسلمين وتحاول أن تصادر حقوقهم وتعبث بمقدراتهم أو تنتهك مقدساتهم أو تفرض عليهم ما لا يتناسب مع كرامتهم ومصالحهم أو تفرض شروطاً مذلة عليهم وهذه القاعدة تنسجم مع قولـه تعالى: