ـ(396)ـ و بناءً على ما تقدم، لا يمكن لأحد إنكار ما للإسلام من دور بالغ في التأثير على العلاقات الدولية بدءاً من القرن السابع الميلادي الذي بزغ فيه فجر الإسلام انتشر بعدئذ بالمراسلات والمكاتبات التي كتبها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لأمراء وملوك العالم وأقطابه يدعوهم فيها إلى الإسلام. "فأثر كل ذلك في أوروبا في عصر الظلام وتأثر القانون الدولي في مراحله الأولى بحضارة الإسلام وكان هذا الأثر ظاهراً جلياً في أنظمة الحروب، التي تمت صياغة قوانينها بعد ذلك بقرون في نطاق مبادئ الفروسية، وفي أحكام معاملة الأسرى والجرحى، وقواعد دفن الموتى ومنع التمثيل بهم، وفي القواعد الخاصة بمعاملة المدنيين في الحروب، وفي حظر استعمال بعض الأسلحة"(1). خاتـمـة: وفي نهاية المطاف نخلص إلى القول بأن الأصل الأولي في سياسة الحكومة الإسلامية هو السِّلم ولكن السِّلم القائم على قواعد الحق والعدالة والذي يحقق التعايش السِّلمي بين الشعوب والأمم مع الحفاظ على استقلالية وكرامة المسلمين والحيلولة دون تسلط الكافرين على رقابهم ومقدراتهم. $$$ ___________________________ 1 ـ انظر: العلاقات الدولية في الإسلام للدكتور الزحيلي ص 126.