ـ(388)ـ غيرهم ينحصر في الحرب والقتال. 3 ـ إن غزوات وسرايا الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم مع مشركي قريش تعتبر "دفاعية" في الميزان العسكري.. وأما حروبه مع الرّوم فكانت "وقائية"، يقول السيد كاظم الحائري حول حروب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم مع الرّوم ما نصه: ".. لا نجد في شيء من هذه الحروب حرباً ابتدائية بتمام معنى الكلمة، ولكنها تختلف أيضاً عن كثير من حروبه صلّى الله عليه وآله وسلم التي كانت دفاعية محضة"(1). و يذهب إلى ذلك أيضاً الدكتور وهبة الزحيلي، فهو يعتبر أن "هذه الحروب وقائية لدفع الأخطار عن البلاد أو الدين. وإذا كانت الدول الحديثة تشن حرباً ضروساً من أجل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية، وهى مجرد مصالح مادية خالصة، فإن هذه الحرب لصالح الناس أنفسهم ـ وينقل عن ابن تيمية قولـه ـ كانت سيرته صلّى الله عليه وآله وسلم أن كل من هادنه من الكفار لم يقاتله أي سواء أكان من مشركي العرب أم من غيرهم، وهذه كتب السيرة الحديث والتفسير والفقه والمغازي تنطق بهذا، وهذا متوافر من سنّته، فهو لم يبدأ أحداً من الكفار بقتال، ولو كان الله أمره أن يقتل كل كافر لكان يبدئهم بالقتل والقتال"(2). و في هذا الباب يقول محمود شيت خطاب: "ان الحرب في الإسلام حرب دفاعية بكل ما في الكلمة من معنى، لا يبدأ المسلمون فيها بالاعتداء على أحد، ولا يريدون من ورائها إلاّ حماية نشر الدعوة، وتوطيد أركان السلام في العالم"(3). على ضوء ما تقدم، نخلص إلى القول: أن الحرب في الإسلام وسيلة لا غاية في حد ذاتها، ولا يلجأ إليها إلاّ بعد أن تفشل جميع الوسائل السلمية. ولا يمكن أن تكون الوسيلة ___________________________ 1 ـ انظر كتاب: الكفاح المسلم في الإسلام ـ مصدر سابق ص 22. 2 ـ كتاب العلاقات الدولية في الإسلام ـ مصدر سابق ـ ص 32 ـ 33. 3 ـ كتاب: الرسول القائد ـ محمود شيت خطاب ـ ص 13.