ـ(382)ـ لقاء العدو وسلوا الله العافية"(1). هذا من مصادر أهل السنّة وأما من مصادر الشيعة، ما روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعثني رسول الله إلى اليمن فقال: يا علي لا تقاتلن أحداً حتى تدعوه إلى الإسلام. وأيم الله لئن يهدي الله عزّ وجلّ على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس.."(2). و نحن بدورنا نرجح الرأي الثاني على الأول ونقرر بان السلم هو أصل العلاقة بين المسلمين وغيرهم. ودليلنا يستند على السيرة النبوية التي تكشف عن أطلاقات القرآن فتقيدها وعن مجملاته فتوضحها، إذ "يجمع المسلمون كافة على السنّة الصادرة من النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم قولاً وفعلاً وتقريراً حجة على كل مسلم ومسلمة لأنّها عدل القرآن في التشريع لقيامها بتفسير أحكامه وبيان تفصيلاتها وتفرعاتها، ولولاها لما عرفت أحكام القرآن لأنه تضمن أسس التشريع وأصوله دون تفصيلاته وتفريعاته"(3). ولكن المشكلة التي تواجهنا أن "أخبار الغزوات والحروب والدعوات إلى الإسلام في صدر الإسلام لم تصلنا بسند تام يمكن الاعتماد عليه، اذن فطريقة الاستفادة منها هي دراسة كل الوقائع المنقولة والتمسك بجامع مشترك بينها تجتمع عليه القرائن وبقدر ما تكثر القرائن عليه يزداد الاطمئنان به"(4). وقد استقرانا سيرة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) ووجدنا إمكانية الاستدلال على المذهب المختار من أن السِّلم هو الأصل الأولي في تعامل الحكومة الإسلامية على الصعيد الدولي من خلال المعطيات التالية: ___________________________ 1 ـ كنز العمال 4: 323. 2 ـ وسائل الشيعة ج 11 ص 30. 3 ـ مبادئ أصول الفقه، للشيخ عبد الهادي الفضلي ص 24. 4 ـ راجع كتاب: الكفاح المسلح في الإسلام ـ السيد كاظم الحائري ص 14.