ـ(378)ـ ظل رمحي وجعل الذّل والصّغار على من خالف أمري"(1). و روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلاّ الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها حسابهم على الله"(2). ب ـ ومن كتب الشيعة: روى الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أنه قال: الخير كله في السيف، وتحت ظل السيف ولا يقيّم الناس إلاّ السيف، والسيوف مقاليد الجنّة والنّار(3). و في حديث الإمام جعفر الصادق عليه السلام أيضاً ورد قولـه: "أن الله عزّ وجلّ بعث رسوله بالإسلام إلى الناس عشر سنين فأبوا أن يقبلوا حتى أمره بالقتال، فالخير في السيف تحت السيف والأمر يعود كما بدأ"(4). و لكن أورد على هذا الاتجاه، ان إدعاء النسخ غير تام وذلك لان الآيات التي تدعو إلى السِّلم والعفو والصفح ـ وما إلى ذلك ـ من أساليب سلمية، ما زالت تفر من نفسها في كل موقف من مواقف الدعوة للإسلام. أما آيات القتال والسيف فلها مجال آخر يبتعد عن ذلك كثيراً لأنه يرتبط بقضية المحافظة على قوة الإسلام والمسلمين، وعلى حرية الدعوة إلى الله، بإزالة الحواجز البشرية وغيرها من طريق الدعوة، مما لم يمكن السيطرة عليه إلاّ بالقتال.. ولعل الخطأ الذي يقع فيه كثير من الباحثين والفقهاء والمفسرين أنهم ينظرون إلى كل آية بمفردها، ويعتمدون في صرف ظواهرها على أخبار غير موثقة، ويتحدثون عن نسخ بعضها ببعض فيما لا مجال فيه للنسخ، لاختلاف الموضوع والجهة، استناداً إلى أخبار ___________________________ 1 ـ شرح العينين على صحيح البخاري، ج 14 ص 192. 2 ـ انظر فتح الباري ـ شرح صحيح البخاري ج 6 ص 85. 3 ـ وسائل الشيعة ج 11 ص 5. 4 ـ المصدر السابق ج 11 ص 9.