ـ(377)ـ P ينقسم الفقهاء فيما بينهم في تحديد الأصل الأولي لعلاقة المسلمين مع غيرهم، هل هو الحرب أم السِّلم، ولكل دليله الخاص به من الكتاب أو السّنة. وسوف نستعرض أدلة الفريقين: أولا ـ يذهب جمهور الفقهاء إلى أن "الحرب" هي الأصل الأولي في علاقة المسلمين مع غيرهم، والسِّلم يحتاج إلى مبرّر شرعي. وأما بعض الآيات التي تدعو إلى العفو والصفح والمغفرة والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة فهي منسوخة بالآيات التي تدعو إلى القتال في سورة البراءة، التي نزلت آياتها في السنة التاسعة من الهجرة وأمرت بقتال المشركين أينما كانوا وكذلك أمرت بقتال الذين اُوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يّد وهم صاغرون. ثم تأتي بعض الأحاديث تصرح أو تلمح على أن السيف هو الأساس في كل خير: أ ـ ضمن كتب السُّنّة: روى أحمد في مسنده عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله تعالى وحده لا شريك لـه، وجعل رزقي تحت