ـ(37)ـ وكلكم مسئول عن رعيته إنّما هي المسئولية الفردية وضرورة مشاركة الكل في رسم السياسة وتشمل المسئولية التضامنية لقد مورست الحرية السياسية في صدر الإسلام بطريقة مثلى والقرآن يتنزل ويختلف أبو بكر وعمر حتى ينزل الوحي مصدقاً لاحدهما ان في الشورى حرية الاختيار الحاكم عن طريق الشورى والانتخاب حرية في إدارة الاقتصاد الخاص أو العام. الحرية المدنية يقصد بها ان يكون الإنسان حر التصرف في أموره الشخصية والمالية دون قيد إلا القيد الذي يؤدي الجماعة أو الأسرة على حساب الفرد وقد أرسى الإسلام هذه الدعائم وجعل لكل فرد حق التملك لإشباع الغريزة والفطرة ويرث ويبيع ويشتري ويرهن ويكفل ويمنح ويوصي ويتصدق ويتزوج ويتصرف بحرية دون حرج وان تهمة الرق التي يصفون بها الإسلام ان الإسلام جاء ووجد مجتمعاً ظالماً طبقياً وان الإسلام لم يأت ليشرع ذلك بل جاء فكاً للرقبة وثورة تحرير ولا توجد آية واحدة في كتاب الله تبيح الرق والاستعباد بل الآيات كلها آيات تحرير ولكن التدرج في إلغاء المنكر كان مطلوباً كالتدرج في تحريم الخمر. فمن أقسم وحنث من قسمه عليه تحرير رقبة ومن افطر في رمضان دون عذر عليه عتق رقبة والذي ظاهر زوجته عليه تحرير رقبة والذي قتل مؤمنا خطأ عليه تحرير رقبة ومن لطم مملوكاً أو ضربه عليه عتقه كفارة لما اقترف من خطيئة وان من مصارف الزكاة تحرير الرق والتقرب إلى الله والطاعة لـه فك رقبة. تلك هي الحريات الأساسية والحقوق وكيف كان مؤصلاً في كتاب الله وكيف كان سبق الإسلام ولا غرو فأن الإسلام خاتم الديانات وهو شرع الله وشريعته ولنرى دور الشعب في الحكومة الإسلامية من خلال الشورى ـ البيعة ـ الطاعة.