ـ(35)ـ الـحـريـة ان الحرية الحقيقية تنشأ بداية بتحرير النفوس من سيطرة الأهواء والشهوات حتى لا يكون تعريف الحرية كالذي عرفه الفيلسوف البريطاني برتراند رسل "غياب الحواجز أمام تحقيق الغابات" فلابد للحرية ان تكون خاضعة لسلطان العقل والإيمان لذلك دعى الإسلام إلى تحرير النفوس من هذه السيطرة وندد بالذين يتبعون أهواءهم من غير ان تسيطر عقولهم وإرادتهم ويمكن ان نقول ان شجرة الحرية تتفرع إلى: $ حرية فكرية. $ حرية دينية. $ حرية سياسية. $ حرية مدنية. الحرية الفكرية إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم هذا العقل الذي منحه الله للإنسان هو مكان الشرف ومناط التكليف فبالعقل يصير الإنسان إنساناً وتفضيله على غيره بهذا العقل.. ان التفكير فطرة إنسانية وفريضة إسلامية وعبادة راقية والآيات القرآنية تحض كثيرا على استعمال العقل والتفكر وكثيرا ما نرى في دبر الآية ?أَفَلَا تَعْقِلُونَ? ?أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ? ?لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? ?لِّأُوْلِي الألْبَابِ? ?قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ?. كما ان المراحل التي مر بها سيدنا إبراهيم للإيمان الكامل ?وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ?(سورة الأنعام: 75) يقول الغزالي "ان الشرع عقل من الخارج وان العقل شرع من الداخل وهما متعاضدان بل متحدان".