ـ(320)ـ ومن العجب ان يكون هذا الأمر محلا للشك أو يكون مما يخفي على العاقلين من الناس قال الله تعالى: ?أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ?(سورة ص: 28). ومما شدد الله التحذير منه هو: إفساد مأتم اصلاحة في العالم: ?وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ?(سورة الأعراف: 56) وزاد التنبيه ـ بعدم الفساد في الأرض ـ قوة بأن جعل النجاة في الآخرة وقفا على المتأدبين بهذا الأدب الإلهي وهو عدم الفساد، قال الله تعالى: ?تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ?(سورة القصص: 83). ان هذه الوصايا الداعية إلى احترام العمران وعدم الفساد في الأرض صادرة من بلاد العرب إلى العالم كله، وفي هذا دلائل أيضاً على ان الإسلام هو الدين العالمي الذي يسع الناس جميعاً. واجبات الرعاة في الحكومة الإسلامية(الف). 1ـ ان يطيع الرعاة أميرهم في الأمور الخيرية. قولـه تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ...?(سورة النساء: 59) وقال عبادة بن الصامت t. بايعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وان لا ننازع الأمر أهله إلا ان تروا كفرا بواحاً عندكم فيه من الله برهان. وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.