ـ(319)ـ ليس لك ان تفانات في رعية وقال أيضاً: الإمام علي عليه السلام عنه(نهج البلاغة الرسالة رقم 5). حق على الإمام ان يحكم بما أنزل الله وان يؤدي الأمانة فإذا فعل ذلك فحق على الناس ان يسمعوا لـه وان يطيعوه وان يجيبوه إذا دعوا. الدعوة إلى احترام العمران وعدم الفساد: ان الإسلام حذر عن الفساد في الحكومة بعبارات مؤثرة وألوان من البيان، فاقتلع جذور هذه الرذيلة من قلوب أهله. وأحل محلها إنسانية لا تعدو عليها الاعتبارات العدائية. اعتبر الله الفساد من الجنايات الاجتماعية، وحذر منه في آيات كثيرة، فقال تشنيعا على المفسد: ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قولـه فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ $ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ $ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ?(سورة البقرة 204 ـ 206). وحذر الله المسلمين من معاملة الشعوب بالقسوة، والجبروت وتخريب العامر من مدنهم، لأن هذه تقضي بهم إلى عدم النجاح في شئونهم الخاصة، ويعرف الذين درسوا تاريخ الأمم، بأن أكثر ما آتاها الانحلال من الشعوب التي كانت في حوزتها والتي سأمتها سوء العذاب. فقد أوجز الله تعالى هذا الأصل في قولـه: ?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ?(سورة الأنبياء: 105). والمعنى: ولقد كتبنا في الزبور من بعد التوراة إن الأرض يرثها عبادي الصالحون لعمارتها وتيسير أسباب الحياة الطيبة