ـ(313)ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وإذا كان الإسلام قرر مبدأ الشورى، فنراه من جهة أخرى أوجب أن يكون في الحكومة الإسلامية جماعة من أولي الحل والعقد يمثلون الأمة ينوبون عنها ويراقبون سياستها ونظم حكمها، وهذه الجماعة هي التي قصدها الله سبحانه بقوله: ?وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?(سورة آل عمران: 104). فهؤلاء الأمة وظيفتهم الاشراف على الحكام ليكونوا مرجعا لهم في تشريعهم، وليكونوا دعاة إلى الخير وناهين عن المنكر وناصحين للرعية. وان الله وعد المؤمنين الذين يقومون بهذا الواجب بالرحمة وهي رعايته وتوفيقه لهم، وقال تعالى: ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ?(سورة التوبة 71) ويبين الله أهمية الأمر بالمعروف بقوله: ? وَالْعَصْرِ $ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ $ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ?(سورة العصر:1 ـ3). وللنبي صلّى الله عليه وآله وسلم وصايا هذا كمال قال صلّى الله عليه وآله وسلم(الدين النصيحة، فسأله أصحابه t لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). ويقول صلّى الله عليه وآله وسلم(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان)(رواه البخاري). بهذا الأصل سعى الإسلام إلى تكريس رأي عام موحد نحو غاية سامية يستأصل