ـ(312)ـ العرب التي كانت تعود أشد تباهيا بالأنساب. العدالة: من المثل العليا في الإسلام تكليف متبعيه بأن يكونوا قائمين بالعدل بين الناس مع صرف النظر عن جميع الاعتبارات التي تحد من سلطانه، قال الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا?(سورة النساء: 135). ففي الآية الأولى. أمر الله تعالى المؤمنين أن يكونوا مبالغين في تحرى العدل، وان يكونوا شهداء بالحق مطلقاً لوجه الله لا لغرض دنيوي ولو كانت هذه الشهادة على أنفسهم أو على والديهم وأقرب الناس إليهم، أن يكن المشهود عليه غنيا يرجى خيره ويخش بأسه، أو كان فقيراً يشفق عليه ويترحم، فلا تمتنعوا عن الشهادة على الغنى طلبا لرضاه أو على الفقير شفقة عليه، فإن الله أولى بهما وأعلم بمصالحهما، فعليكم ان تراعوا أمر الله، وتقوموا بالشهادة عليهم بما عندكم، وان الهوى هو الذي يميل بالنفس عن الحق فلا تتبعوا الهوى لتعدلوا، وان تتولوا عن إقامة العدل أو تعرضوا على إقامته فإن الله مطلع على ذلك فيجازيك عليه. ويبين الله ما بعث الرسول لأجله: ?لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ?(سورة الحديد: 25). فهذه الآية بينت ان الله أراد بإرسال الرسل إقامة العدالة الاجتماعية على أساس ما أنزله عليهم من الكتب المتضمنة للأحكام وشرائع الدين، وأمرهم به من استعمال الميزان، لأن به يتميز الحق من الباطل، وبه يحصل الناس على حقوقهم، هذه مبادئ القرآن لإقرار العدالة في الأرض، والتي يظهر لك من معناها وروحها بأنها ليست من كلام بشر بل من كلام الله للناس ما يسعدهم ويهديهم إلى السلام والطمأنينة في حياتهم.