ـ(311)ـ وهذا يدل على أن الله سبحانه يريد أن تكون الحكومة الإسلامية قائمة على مبدأ الشورى، فإذا كانت الشورى واجبة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي يمتاز بكماله العقلي والروحي واتصاله بالوحي الإلهي، فهي على غيره واجب، وقد ثبت: ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلم شاور أصحابه رضي الله عنهم في كثير من الشؤون التي لم ينص عليها القرآن وإنّما ترجع الشورى إلى أهل الرأي والحكمة بدليل قولـه تعالى: ?وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ...?(سورة النساء: 83). المساواة: فقد قرر الإسلام: مساواة الناس أمام القانون، ومساواتهم في الحقوق العامة السياسية وغيرها، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا أبيض على أسود، ولا لغني على فقير، ولا لوجيه على صعلوك، وبذلك قضى الإسلام على نظام الطوائف وأساليب التفرقة بين الطبقات في الحقوق والواجبات، وفي ذلك يقول الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?( سورة الحجرات: 13). ففي هذه الآية يدعو الناس بأصلهم الأول وهو آدم وحواء، وأنهم أن اختلفوا في الأجناس واللغات والألوان فإن تلك الخلافات لا تزيل عنهم صفة الاخوة، توجب عليهم ان يتعارفون والتعارف يدعو إلى التآلف والتوادد والتعاون على تذليل عقبات الحياة. ويقول النبي في الدعوة إلى المساواة في حجة الوداع، "أيها الناس: ليس لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود فضلاً إلا بالتقوى"(رواه احمد). هذا هو مبدأ المساواة الذي ولد قبل أربعة عشر قرنا على يد الإسلام في بلاد