ـ(309)ـ إلى معرفة بواطن الأمور ـ يتأثر بخداعهم وتلبيهم، فبادره الوحي من السماء في أول الحكومة الإسلامية زمان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ويكشف، حقيقة الأمر وينزل عليه فيه جملة من الآيات، جدير بكل من يتصدى للحكم بين الناس وجدير بالناس أجمعين أن يجعلوها نصب أعينهم، كلما أرادوا الحكم والقضاء ولما أرادوا أن يقتربوا من الخصوم وان يعاونوهم: ?إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا?(سورة النساء: 106). ان الإسلام لا يعرف المجاملة ولا المحاياة في حكمه وقضائه فالأبيض والأسود والضعيف والقوي والمسلم وغير المسلم والحاكم والمحكوم، أمام حكم الله وعدله سواء. تكون السعادة ويكون المسلم والاطمئنان في العالم بالعدل في القضاء فقط ومن الأحاديث الشريفة قولـه عليه الصلاة والسلام لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت وإذا حكمت عدلت وإذا استرحمت رحمت، وقولـه صلّى الله عليه وآله وسلم: أحب الخلق إلى الله أمام عادل وأبغضهم إليه أمام جائر. فالعدل هو تنفيذ حكم الله: أي ان يحكم الناس، فقال ما جائت به الشرائع السماوية الحقة كما أوحى بها الله إلى أنبيائه الكرام ورسله الكرام عليهم الصلوات والسلام وكذلك هو التوبة في المعاملة والمساواة أمام القانون وقال عمر في عقب بيعته: آس بين الناس في وجهك، عدلك ومجلسك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلك. الحدود وان قسم القضاء يقسم الحدود. وهي متعلقة بالمحافظة على الأمن والسلامة وهي تدفع الجرائم وان الجريمة أثر لفساد في نفس المجرم وان العقوبة إصلاح لـه وقاية للمجتمع من فساد. كما ارشد الله تعالى: