ـ(271)ـ $ وان ذمة الناس واحدة يجير عليهم أدناهم، وان المؤمنين بعضهم موالي لبعض دون الناس. $ وان المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى وسيعة ظلم أو آثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين. $ وان أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم. $ وانه من اعتبط ـ قتل بلا جناية ـ مؤمنا قتلا عن بينة فأنه وقد به، إلا أن يرضى ولي المقتول بالقتل، وان المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم القيام عليه. $ وانه لا يحل لمؤمن اقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر ان ينصر محدثا أو يؤويه وان من نصره وآواه فأن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صدق ولا عدل. $ وانه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فأن مرده إلى الله ومحمد رسول الله، وان الله على ما اتقى في هذه الصحيفة وابره. $ وانه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم...(1). $ يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتع ـ أي يهلك ـ إلا نفسه...، ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قد حدد في هذه الوثيقة التاريخية الهامة، وفي مرحلة تأسيس الدولة الإسلامية، الإطار العام للحكم والإدارة والعلاقات مع غير المسلمين وكان ذلك السنة الأولى للهجرة. والوثيقة أو كتاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم كان هو المشروع السياسي الذي أسست عليه الدولة النبوية في المدينة المنورة، وقد تضمنت المفاهيم والمقولات التي تعكس أوليات ___________________________ 1ـ ابن هشام ـ السيرة النبوية، ج 2 ص 147 ـ وما بعدها دار أحياء التراث ـ بيروت.