ـ(269)ـ النظام الإداري للدولة في العهد النبوي لما ظهر الإسلام واندحرت القوى المعادية واستتب الوضع السياسي للرسول صلّى الله عليه وآله وسلم اخذ يرسل الولاة والعمال إلى البلاد والقوى التي آمنت بالإسلام(1). ان كل أمر في القرآن والسنة يقتضي قيام حكم اسلامي ودولة إسلامية لتنفيذه حيث ان اكثر ما جاء به الإسلام لا يدخل تنفيذه في اختصاص الأفراد وإنّما هو اختصاص الحكومات. $ ?وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ? $ ?... كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى...?(2). $ ?وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? $ ?وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ? $ ?الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ...?(5). ولا جدال في ان التحريم لبعض الأفعال واعتبارها جرائم وفرض العقوبات عليها إنّما هو من مسائل الحكم ومن أخص ما تقوم به الدولة(6). ويتأمل للآيات المباركة نجد ان قامة هذه الحدود يعني استقرار المجتمع وتوازنه وابعاده عن حالات الضياع والاضطراب والتيه التي صاحبت قيام الدولة الحديثة، وإذا أضفنا إلى ذلك مجتمع المدينة بعيد الهجرة تشتمل تركيبته على فئات ثلاث: ___________________________ 1ـ ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد تاريخ ابن خلدون، ج 1 ص 59 ـ 60 مؤسسة جمال ـ بيروت. 2ـ سورة البقرة: 178. 3ـ سورة المائدة: 38. 4ـ سورة النور: 4. 5ـ سورة الحج: 41. 6ـ عودة، عبد القادر، الإسلام وأوضاعنا السياسة، ص 79 وما بعدها، الرسالة، بيروت، بدون تاريخ.