ـ(260)ـ اجتماعي قائم على أساس الحق والعدل يستهدف الحفاظ على وحدة البشرية وتطوير نموها في مسارها الصحيح(1). "فمن ناحية تكون الدولة ونشؤوها تاريخيا نرفض إسلامياً نظرية القوة والتغلب ونظرية التفويض الإلهي الاجباري ونظرية العقد الاجتماعي ونظرية تطور الدولة عن العائلة ونؤمن بأن الدولة ظاهرة نبوية وهي تصعيد للعمل النبوي بدأت في مرحلة معينة من حياة البشرية"(2). وقد استدل السيد الشهيد الصدرt بالنص القرآني المبارك على هذه الرؤية. قال تعالى: ?كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ?(3). ويشير مدلول النص "ان الناس كانوا أمة واحدة" في مرحلة تسودها الفطرة وتوحد بينها تصورات بدائية للحياة وهموم محدودة وحاجات بسيطة ثم نمت ـ من خلال الممارسة الاجتماعية ـ المواهب والقابليات وبرزت الإمكانات وتعددت الحاجات فنشأ الاختلاف وبدأ التناقض بين القوي والضعيف وأصبحت الحياة الاجتماعية بحاجة إلى موازين تحدد الحق وتجسد العدل وتضمن استمرار وحدة الناس في إطار سليم تصب تلك القابليات والإمكانات التي ضمتها التجربة الاجتماعية في محور إيجابي يعود إلى الجميع بالخير والرفاه والاستقرار بدلا من أن يكون مصدرا ___________________________ 1ـ الصدر، م س، ص 3ـ 4. 2ـ السيد الشهيد الصدر، م س، ص 17. 3ـ سورة البقرة: 213.