ـ(261)ـ للتناقض وأساس للصراع والاستغلال وفي هذه المرحلة ظهرت فكرة الدولة على يد الأنبياء وقام الأنبياء بدورهم في بناء الدولة السليمة ووضع الله تعالى للدولة أسسها وقواعدها(1). كما اتضح ذلك في النص القرآني: وظل الأنبياء يواصلون بشكل وآخر دورهم في بناء الدولة الصالحة، قد تولى عدد كبير منهم الاشراف المباشر على الدولة كالنبي داود وسليمان وغيرهما وقضى بعض الأنبياء كل حياته وهو يسعى في هذا السبيل كما في حالة نبي الله موسى واستطاع خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلم ان يتوج جهود سلفه الطاهر بإقامة أنظف واطهر دولة في التاريخ شكلت بحق منعطفا عظيما في تاريخ الإنسان وجسدت مبادئ الدولة الصالحة تجسيدا كاملاً ورائعاً(2). وعلى الرغم من أن هذه الدولة قد تولاها في كثير من الأحيان بعد وفاة الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم قادة لا يعيشون أهدافها الحقيقية ورسالتها العظيمة، فإن الإمامة التي كانت امتدادا روحيا وعقائديا للنبوة ووريثا لرسالات السماء مارست دورها في محاولة تصحيح مسار هذه الدولة وإعادتها إلى طريقها النبوي الصحيح وقدم الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في هذا السبيل زخماً هائلاً من التضحيات التي توجها استشهاد أبي الأحرار وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام مع الصفوة من أهله وأصحابه في يوم عاشوراء. وقد امتدت الإمامة بعد عصر الغيبة في المرجعية ـ وتحملت المرجعية أعباء هذه الرسالة العظيمة وقامت على مر التاريخ بأشكال مختلفة من العمل في هذا السبيل أو ___________________________ 1ـ السيد الشهيد الصدر، م س، ص 4ـ 5. 2ـ السيد الشهيد الصدر، م س، ص 4ـ 5.