ـ(259)ـ يستحسن ان نسمي السلطة الأخيرة باسم السلطة القضائية. والواقع ان نظرية مونتسكيو عن فصل السلطات مأخوذة برمتها من الفيلسوف الإنجليزي جون لوك مع اختلاف في التسميات والترتيب(1). روسو ومبدأ الفصل بين السلطات: يرى جان جاك روسوا ان السيادة تنحصر فقط في السلطة التشريعية التي هي سيادة الشعب ولا يمكن ان تمارس إلا بواسطته، ويضيف إلى ذلك بأن السلطة التنفيذية ليس من خصائص السيادة على الإطلاق وإنّما هي تابعة للشعب ومندوبة عنه، لذا فإن فصل السلطتين التشريعية والتنفيذية بعضهما عن بعض أمر طبيعي لدى روسو كما أنه ليس من الحكمة ان يكون مشرّع القواني هو القائم على تنفيذها(2). أما السلطة القضائية فلم يرروسو ان يقوم الشعب بممارستها لنفس الأسباب التي ذكرها عن السلطة التنفيذية. وعد السلطة القضائية خاضعة للسلطة التنفيذية، فقد كان يرى وجوب خضوع القضاة كغيرهم من موظفي السلطة التنفيذية لنفس القوانين والقواعد العامة، كما سلم للشعب حق ممارسة العفو العام مع أنه عمل فردي ليست لـه صفة قانونية(3). النظرية الإسلامية ونشأة الدولة: ان الدولة ظاهرة اجتماعية أصيلة في حياة الإنسان وقد نشأت هذه الظاهرة على يد الأنبياء ورسالات السماء واتخذت صيغتها السوية ومارست دورها في قيادة المجتمع الإنساني وتوجيهه من خلال ما حققه الأنبياء في هذا المجال من تنظيم ___________________________ 1ـ د. علي عبد المعطي ص 393. 2ـ د. دسوقي، إبراهيم اباطه، تاريخ الفكر السياسي ص 249، دار النجاح بيروت 1973. 3ـ د. شمران، حمادي، النظم السياسية ص 47، شركة الطبع والنشر الأهلية ط 2، بغداد، 1970.