ـ(18)ـ والشواهد على ذلك كثيرة، مثلاً أنكم دافعتم عن أفراد جماعة المدرسين أو مؤسسة الإعلام الإسلامي، في الوقت الذي دافعتم فيه عن أفراد مكتب الإعلام الإسلامي، وإذا دافعتم عن شورى المحافظة على الدستور، فإنكم دافعتم عن شورى تشخيص المصلحة. ويخلص الشيخ الأنصاري ـ في نهاية رسالته ـ إلى القول: ان هذه المسألة من الحوادث الواقعة، وهي محل ابتلاء الكثير من المؤمنين الثوريين وطلاب الحوزة والجامعات، وحلها لن يكون إلاّ بإبداء وجهة نظركم وتوجيهاتكم التي لا نقبل غيرها. $$$ ونلاحظ أن مثل هذه الحيرة الفكرية والشعورية التي عبرت عنها هذه الرسالة، تحمل أكثر من دلالة على الذهنية العامة الموجودة لدى الكثيرين من المؤمنين الثوريين وطلاب الحوزة والجامعات في رفضها للرأي المتنوع المتحرك بحرية، تحت نظر القيادة التي تمنح الرعاية لحركة الصراع في ساحته، من دون ان تتدخل بقوة لتحسم المسألة لحساب أحد الفريقين، إذا كان الحق في جانبه ـ من خلال وجهة نظرها ـ أو لحساب الرأي الثالث، إذا كان الفريقان على خطأ.. وذلك لأن القضية في رأي هؤلاء تتحرك بين الحق والباطل، أو بين باطلين. فكيف تسمح القيادة للباطل ان يبقى غامضا في حدود المسألة، أو يتحرك بحرية في ساحة الصراع من دون حسم قوي من قبل القيادة الأمينة على الحق من حيث المبدأ والتفاصيل؟ $$$ رأي الإمام في اختلاف الفقهاء وإجماعهم لنقرأ ترجمة جواب الإمام(رضوان الله عليه) على رسالة الشيخ الأنصاري: