ـ(17)ـ منذ انتصار الثورة الإسلامية والى الآن، وأنا في خدمتكم حيث شهدت ظهور وأفول خطوط فكرية وسياسية وعقائدية كثيرة ومتنوعة، وبحمد الله كثير من الخطوط المنحرفة والإلحادية تلاشت، ولكن الآن هناك جناحان في الجمهورية الإسلامية، وكلا الجناحين اسلامي ومؤيد ومدافع عن الثورة، ولكلا الجناحين مؤيدون ومريدون ولهما شخصيات معتبرة. ونحن نشهد الآن في الساحة صراعاً حقيقياً بين الجناحين على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، قد برز للعيان. وفي الحقيقة ان هناك مواجهة بين الطرفين أرادوا أم أبوا، وهي آخذة بالازدياد، وقد أخذت تبرز بعض الأخطار والتبعات لهذا التضاد وتترك تأثيرها الظاهر على البلاد. والأمر الذي يزيدني حيرة ان هذا الخلاف وصل إلى حد ان كل طرف لا يرضى بوجهة نظر الطرف الآخر في كافة المجالات، ويرى كل طرف أن عمل الطرف الثاني لا يخدم المصلحة العامة.. وبهذه الحجة أخذت المواجهة بين الطرفين الطابع الحاد في انتخابات مجلس الشورى الإسلامي هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن كلا الطرفين يدعي الدفاع عن المستضعفين والمحرومين والعداء للشرق والغرب، مما يقرّب من وجهات نظريهما إلى الحدّ الذي لا يبقى شيء اسمه الاختلاف بين الطرفين.. ويزيد على ذلك ان لكل من الطرفين ارتباطا طويلا وتاريخيا بسماحتكم، وقد نهلوا من الفيض العلمي والأخلاقي والسياسي لحضرتكم، ولكل منهما دور في نجاح الثورة الإسلامية. ولعل الأكثر من ذلك ان الطرفين يحظيان بتأييدكم، ولم نر حتى الآن تأييداً لطرف منهما، بل نلاحظ أنكم قد تؤيدون طرفاً في مناسبة، تؤيدون طرفاً آخر في مناسبة أخرى.